سجل حافل بالإنجازات: بصمات خالدة
لسعد شداد الأسمري
لم يكن سعد شداد الأسمري مجرد عداء سعودي مرّ على المضمار، بل كان ظاهرة رياضية حقيقية، ورائدًا فتح الأبواب، وأيقونة نقشت اسمها في سجلات الذهب لألعاب القوى السعودية والعربية والآسيوية. تمتد مسيرته المشرّفة لعقود، زاخرة بلحظات تاريخية وإنجازات لم تكن مجرد أرقام أو ميداليات، بل محطات فارقة أعادت رسم خريطة التميز الرياضي في المنطقة. نستعرض هنا أبرز ملامح هذا السجل الأسطوري.

الذهب الآسيوي (1994)
التتويج بـ الميداليـــة الذهــــبية لسباق 3000 متر موانع في دورة الألعاب الآسيوية (هيروشيما، اليابان). إنجاز أكد به هيمنته على المستوى القاري وتفوقه في سباقه المفضل.

سعد شداد الاسمري

الإنجاز العالمي الأول للسعودية (1995)
في سباق 3000 متر موانع ببطولة العالم لألعاب القوى للكبار (غوتنبرغ، السويد). لحظة تاريخية لا تُنسى جعلته أول سعودي يصعد منصة التتويج في أم البطولات العالمية، فاتحًا الباب أمام أجيال من بعده.

برونزية كأس العالم (1998)
الفوز بـ الميدالية البرونزية في سباق 3000 متر موانع ضمن منافسات كأس العالم لألعاب القوى (جوهانسبرغ، جنوب أفريقيا). ميدالية ثمينة في بطولة تجمع نخبة عدائي القارات.

بطل العرب وآسيا المتوج
سيطر على سباق 3000 متر موانع في العديد من البطولات العربية والآسيوية خلال فترة تألقه الممتدة من أوائل التسعينيات حتى اعتزاله، حاصدًا الذهب ومؤكدًا ريادته الإقليمية. (بطل العرب وآسيا في عدة مناسبات بين 1991 و 2002).

الحضور الأولمبي المشرّف
تمثيل المملكة العربية السعودية في دورات الألعاب الأولمبية، المحفل الرياضي الأكبر عالميًا، بما في ذلك مشاركته البارزة فيأولمبياد أتلانتا 1996وأولمبياد سيدني 2000, حاملاً راية الوطن بفخر واعتزاز.
الأرقام القياسية الشخصية: شهادة على التفوق
لم تقتصر إنجازاته على الميداليات، بل سجل أرقامًا قياسية شخصية قوية ظلت صامدة لسنوات:
- 3000 متر موانع: زمن استثنائي قدره 8:08.14 دقائق (ستوكهولم، 2002) – رقم قياسي سعودي وآسيوي آنذاك.
- 1500 متر: زمن مميز قدره 3:41.1 دقائق (1994).
- 3000 متر: زمن قدره 8:12.27 دقائق (2000).
مسيرة تدريبية ناجحة: نقل الخبرة وصناعة الأبطال
بعد اعتزاله المنافسات، واصل سعد شداد عطاءه في خدمة ألعاب القوى من موقع المدرب، محققًا نجاحات لافتة أبرزها خلال فترة عمله مع المنتخبات البحرينية:

نجاحه في إعداد وتأهيل عـدد 7 عدائين بحرينيين للمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية (لندن 2012)، مما يعكس قدرته على تطوير المواهب وإيصالها للمستوى العالمي.
- قيادة البحرين لمنصات التتويج الآسيوية:
لعب دورًا محوريًا في قيادة فريق ألعاب القوى البحريني لتحقيق ما يقارب14 ميدالية آسيوية متنوعةخلال فترة إشرافه (خلال 4 سنوات)، مما ساهم في رفع مستوى اللعبة في البحـــرين بشكل ملحوظ.
- المساهمة في إنجازات عالمية:
كان له دور فني وتدريبي هام في وصول عدائين أشرف عليهم إلى تحقيقنتائج عالمية مرموقة، بما في ذلك المساهمة في تحطيم أرقام قياسية والمنافسة بقوة على الميداليات الأولمبية والعالمية.
- تطوير أبطال عرب:
إعداد وتدريب عدة أبطال من دول عربية مختلفة، والذين تألقوا لاحقًا في البطولات القارية والدولية تحت إشرافه وتوجيهه.
مساهمات رائدة وتأثير ممتد في تطوير اللعبة
لم يقتصر عطاء سعد شداد على التدريب المباشر، بل امتد ليشمل جوانب تطويرية واستراتيجية هامة:
- تأسيس برامج اكتشاف المواهب:المساهمة بفعالية في وضع وتأسيس برامج متخصصة لاكتشاف ورعاية المواهب الشابة في رياضة ألعاب القوى في عدد من دول الخليج العربي.
- تطوير منظومات تدريبية حديثة:ابتكار وتطوير منظومات وخطط تدريبية علمية ومتقدمة، تم اعتماد بعضها من قبل اتحادات رياضية رسمية، بهدف رفع مستوى الأداء الرياضي.
- نشر المعرفة والخبرة:تقديم العديد من ورش العمل والمحاضرات التدريبية المتخصصة في أكثر من6 دولحول العالم، ناقلاً خبراته العميقة في فن إعداد العدائين وتطويرهم للمستويات العليا.
تكريم وتقدير مستحق لمسيرة استثنائية
تقديرًا لمسيرته الحافلة كلاعب ومدرب، نال الكابتن سعد شداد العديد من الأوسمة والجوائز وشهادات التقدير من جهات مرموقة، منها:
وسام الرياضي المخضرم (Veteran Pin) – 2023 : تكريم مرموق من الاتحاد الدولي لألعاب القوى (World Athletics) اعترافاً بتاريخه الطويل والمشرف في خدمة اللعبة.
تكريم خاص: من الاتحاد السعودي لألعاب القوى عام 1996.
درع التميز الرياضي:من اللجنة الأولمبية العربية السعودية.
وسام الإنجاز الرياضي:من وزارة الرياضة بمملكة البحرين.
شهادات شكر وتقدير:من جهات أكاديمية ورياضية متنوعة مثل جامعة الملك سعود، اللجنة الأولمبية البحرينية، الاتحاد القطري لألعاب القوى، بالإضافة إلى العديد من الأندية والمنتخبات في السعودية والإمارات والكويت.
“الإنجاز الحقيقي ليس فقط في الميدالية التي تعلقها على صدرك… الإنجاز الأكبر هو في الأثر الذي تتركه وراءك، وفي الأجيال التي تلهمها لتتبع خطاك.”
