سعد شداد الأسمري

وُلد سعد شداد الأسمري في 24 سبتمبر 1968، ليبدأ حكايةً رياضيةً ملهمة، أصبح بطلها أحد أبرز الأسماء وأكثرها احتراماً في تاريخ ألعاب القوى، ليس فقط في المملكة العربية السعودية بل في سماء الرياضة العربية ككل. منذ خطواته الأولى في عالم الرياضة، بدا واضحاً أن شغفه لا يقتصر على مجرد الجري، بل هو تحدٍ للذات وسعي دؤوب نحو التميز. هذه الروح القتالية المبكرة قادته لاكتشاف موهبته الفذة في سباقات المسافات المتوسطة والطويلة، ليجد ضالته ويتألق بشكل خاص في سباق 3000 متر موانع، التخصص الصعب الذي حوله سعد إلى بصمته الخالدة في عالم ألعاب القوى.

لم تكن الطريق نحو القمة مفروشة بالورود؛ فقد تطلبت عزيمة فولاذية، انضباطاً صارماً، وتضحيات جمة. مثّل سعد المملكة بفخر واعتزاز في أصعب المحافل وأعرقها، حاملاً طموحات وطن بأكمله على كتفيه. من البطولات العربية والإقليمية، مروراً بالألعاب الآسيوية، وصولاً إلى بطولات العالم والألعاب الأولمبية، كان حضوره دائماً مرادفاً للإصرار والمنافسة الشريفة، ليسطّر فصولاً مضيئة وإنجازات غير مسبوقة، رسّخت مكانته كأيقونة رياضية ووطنية تُلهم الأجيال الشابة.

مسيرة حافلة بالإنجازات كعداء أسطوري

كانت سنوات سعد شداد في المضمار بمثابة رحلة حافلة بالانتصارات واللحظات التاريخية التي لا تُنسى. من أبرز ما حققه:

  • تحقيق إنجاز تاريخي للمملكة بالفوز بأول ميدالية سعودية في بطولة العالم لألعاب القوى للكبار. كانت تلك الميدالية البرونزية الثمينة في سباق 3000 متر موانع ببطولة العالم 1995 في غوتنبرغ بالسويد، وهي لحظة فخر نقشت اسمه بأحرف من ذهب.
  • التتويج بالمجد القاري بحصوله على الميدالية الذهبية في سباق 3000 متر موانع بدورة الألعاب الآسيوية عام 1994 في هيروشيما باليابان، مؤكداً سيطرته على المستوى الآسيوي.
  • إثبات جدارته على المستوى العالمي مجدداً بحصد الميدالية البرونزية في بطولة كأس العالم لألعاب القوى المرموقة عام 1998 في جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا، منافساً نخبة عدائي القارات.
  • تحقيق ميداليات ملونة أخرى في بطولات آسيوية وعربية.
  • مشاركات مشرفة وتمثيل للمملكة في دورات الألعاب الأولمبية (مثل أولمبياد أتلانتا 1996) وبطولات العالم.

أرقام قياسية تعكس علو الكعب

لم تقتصر بصمة سعد شداد على الميداليات، بل امتدت لتشمل تسجيل أرقام شخصية قوية وضعته في نخبة العدائين العالميين. يبقى أبرزها رقمه في سباق 3000 متر موانع: 8:08.14 دقائق (سُجل عام 2002)، والذي كان رقماً آسيوياً آنذاك، شاهداً على قدراته الاستثنائية.

من مضمار السباق إلى ساحة التدريب: فصل جديد من العطاء بحكمة الخبراء

بعد اعتزاله الرسمي كمنافس في عام 2003، لم يبتعد البطل عن المضمار الذي صقل موهبته وشهد أمجاده. مدفوعاً بشغفه العميق باللعبة ورغبته الصادقة في نقل خبراته المتراكمة، انتقل سعد شداد الأسمري إلى عالم التدريب، ليس كمدرب تقليدي، بل كقائد ورائد يحمل رؤية استراتيجية وفكراً متقدماً. تولى مهام تدريبية هامة، وكان أبرزها عمله مع المنتخبات البحرينية لألعاب القوى، حيث قاد دفة التطوير وساهم بفعالية في تحقيق نقلة نوعية للرياضة في المملكة الشقيقة.

بصمات تدريبية فارقة: صانع المنظومات والأبطال

خلال مسيرته كمدرب، أثبت سعد شداد أنه يمتلك رؤية تتجاوز تحقيق النتائج الآنية إلى بناء أسس مستدامة للنجاح. لم يركز فقط على تطوير الأداء البدني، بل على بناء منظومة متكاملة تشمل الجوانب الفنية، الذهنية، والتخطيطية. من أبرز ملامح نجاحه كمدرب:

  • الإشراف الفني المباشر على نخبة من العدائين وتأهيل العديد منهم للمشاركة والمنافسة بقوة في كبرى البطولات الدولية، ومن ذلك تأهيل 7 عدائين للمشاركة في أولمبياد لندن 2012.
  • قيادة وتوجيه عدد من الرياضيين لتحقيق إنجازات عالمية وقارية رفيعة المستوى خلال فترة إشرافه الفني، مما رفع أسهم ألعاب القوى في المنطقة.
  • تطبيق وتطوير منظومات تدريب حديثة ومبتكرة تستند إلى أحدث العلوم الرياضية، وتعتمد على التخطيط الذكي طويل الأمد، التحليل الدقيق للبيانات والأداء، والفهم العميق للاحتياجات الفردية لكل رياضي.

فلسفة ورؤية: بناء البطل كمنظومة متكاملة

يؤمن الكابتن سعد شداد بأن صناعة البطل الحقيقي هي عملية شاملة تتطلب أكثر من مجرد تدريبات شاقة. رؤيته الاستراتيجية تبدأ من مراحل اكتشاف الموهبة ورعايتها، مروراً بتصميم برامج تدريبية علمية ومُحكمة تتسم بالمرونة والتطور، وصولاً إلى بناء العقلية الاحترافية وتنمية السمات الذهنية للبطل القادر على التعامل مع الضغوط والمنافسة على أعلى المستويات العالمية.



من مقولاته الملهمة التي تلخص فلسفته

“أؤمن إيماناً راسخاً بأن كل بطل هو نتاج بيئة رياضية متكاملة، تدريب علمي دقيق، ودعم لوجستي وفني ذكي.”

– سعد شداد الأسمري

“المدرب الناجح في رؤيتي لا يكتفي بتحقيق ميدالية عابرة، بل يصنع مسارًا منهجيًا دائمًا للإنجاز والتفوق.”

– سعد شداد الأسمري

“أنا لا أصنع لاعبين فقط، بل أصنع منظومات كاملة قادرة على استدامة الإنجاز.”

– سعد شداد الأسمري

تقدير وتكريم لمسيرة استثنائية

لم تمر مسيرة سعد شداد الحافلة وعطاءاته الممتدة دون تقدير. فقد نال العديد من التكريمات والشهادات الرفيعة التي تعكس حجم إسهاماته، ومنها:

  • تكريم مرموق من الاتحاد الدولي لألعاب القوى (World Athletics) في عام 2023 بمنحه “وسام الرياضي المخضرم” (Veteran Pin)، اعترافاً بتاريخه الطويل والمشرف في خدمة اللعبة.
  • حصوله على دروع وجوائز تقديرية من جهات رياضية رسمية ولجان أولمبية في السعودية والبحرين ودول خليجية أخرى.
  • إشادات مستمرة وواسعة من وسائل الإعلام الرياضية المتخصصة، المحلية والدولية، بدوره المؤثر كلاعب أسطوري ومدرب قدير.

سعد شداد اليوم: خبرة دولية في خدمة مستقبل ألعاب القوى

اليوم، يُعتبر الكابتن سعد شداد الأسمري اسماً مرادفاً للخبرة العميقة والرؤية الثاقبة في مجال تطوير ألعاب القوى بمنطقة الخليج والوطن العربي. بخبرته التي تمتد لعقود كلاعب ومدرب على أعلى المستويات، يسعى جاهداً لمشاركة معرفته الواسعة وخلاصة تجاربه من خلال تقديم الاستشارات الفنية المتخصصة وتصميم البرامج التدريبية المتقدمة. هدفه الأسمى هو المساهمة بفعالية في رفع كفاءة الرياضيين والمدربين على حد سواء، وبناء جيل جديد من الأبطال المؤهلين لرفع راية أوطانهم عالياً في المحافل القارية والدولية.

 

هل تطمح للوصول إلى آفاق جديدة في مسيرتك الرياضية؟ هل تبحث عن الخبرة التي تصنع الفارق؟

لا تتردد. تواصل الآن مع الكابتن سعد شداد الأسمري للحصول على استشارة فنية مهنية، أو لبناء برنامج تدريبي علمي ومدروس يتم تصميمه خصيصاً ليتناسب مع مستواك الحالي ويحقق طموحاتك المستقبلية.